هو محمد بن راشد الجليفي الأحمسي البجلي (ولد عام 1319هـ وتوفي 1414هـ).
شارك في معركة السبلة مع الملك عبدالعزيز وذلك عام 1347هـ ، يروي قصته فيقول : لما نقض فيصل الدويش البيعة وجمع جموعه ضد الملك عبدالعزيز ، أرسل الملك إلى الأمراء في نواحي نجد يحشد الحشود للحرب ، ومنهم عبدالرحمن بن عرفج أمير الدلم ،فكان يلزم كل من هو فوق18 إما أن يشارك أو ينيب مقامه أحد ، فشارك محمد الجليفي واثنين من إخوته الأشقاء وثلاثة من أبناء عمه .
يقول : خرجنا مع أمير الدلم إلى ميدان الحرب في السبلة جهة القصيم ، وعند توزيع الجيش ارتقى بهم ابن عرفج على رأس حزم مرتفع وناطحو الخصوم وجها لوجه ، وكانوا يتوقون بغترهم كل واحد يضع غترته أمامه مع كومة من الرمل ، وبدأوا يرمون العدو ، وكلما أقبل العدو ردوهم بالرمي ، حتى استطاع الخصوم الالتفاف عليهم من ورا الحزم فغلبوهم ، وقتلوا البعض وأصابوا البعض ، والبعض هرب ونجى.
يقول : كنت ممن أصيب برصاصة في حنك الرقبة ، ودخلت من الأمام وخرجت من الخلف ، ولم أعد أقدر أتحرك ، وبعد توقف الحرب جاء 3 من الخصوم يمشون على الجرحى ينهبونهم ويذكون من لازال به رمق (انتقاما لهزيمة ابن سعود لهم) ، فقال أحدهم وهو يشير إلي : خلونا نستعلم م هذا المصوب ، فسألوه أيش جابك معهم؟ فقلت أنا طباخ ولست مقاتل ، فقالوا تكذب ، وصوبوا بنادقهم على رأسي لقتلي ، فقلت : علامة صدقي شوفوا ذاك القدر كان يطبخ وانقلب عندما جاء العسكر يهربون ، يقول : الله الذي هيأ لي وجود القدر المنكفئ فاستطعت ان احتال عليهم به ، ثم أمسكت بأحدهم فقلت أنا دخيلك بعد الله، فمنع عني أصحابه ، وقال هذا دخيلي لو صابه شيء ما يروح منكم شباب ضوّ .
فساعدني وحملني وكنت أنزف بشدة ، وذهب بي إلى امرأة في الصحراء تداوي الجرحى يقال لها (بنت كمعان العجمية) فقال داويه واذا سالك ابوك عنه قولي هذا منيع فلان وموصيني عليه ، فسندت لي بمسام أيمن وأيسر ومن الخلف ، وغسلت الدم بملح وبارود مذاب ، ثم أتت بعجين وملح وبارود مذاب وضمدت الجرح ، والملح يمتص الدم ، وكلما اختمرت عجينة وامتلأت من الدم استبدلتها بأخرى ، حتى وقف النزيف ، ونهتني أن أتحرك أو التفت براسي او استلقي على ظهري ، حتى لا ينفتق الجرح ويعود النزيف.
ولما جاء والدها وسألها عني من هذا؟ فأخبرته ، فقال لها : يا بنتي كبيه (دعيه واتركيه) هذا رايح ميت أكيد ، ما هو عايش ، جرحه شديد ، لكنها لم تستمتع لأمر والدها ، وبقيت ترعاني 5 ايام ، وانا لا اتحرك من مكاني ، وبعدها التأم الجرح ، ونجوت بفضل الله ثم بفضل تلك المرأة العجمية ، لكن صار صوتي مبحوح جدا من أثر الإصابة.
بعدها أعطتني حمارا من عندها ، فذهبت لأصحابي من جيش ابن سعود، فوجدتهم رحلوا من مكان المعركة ، ووجدت بعضهم جاؤوا للبحث عن اصحابهم وتفقد الجرحى ودفن القتلى وحصر المفقودين ، وحين سألتهم عن أخويّ الاثنين وأبناء عمي الثلاثة أفادوني بأن أخويّ قتلا مع واحد من أبناء عمي ، ونجى اثنان فأما القتلى فهم : اخواه عبدالرحمن بن راشد بن محمد الجليفي و زيد بن راشد بن محمد الجليفي وابن عمه محمد بن راشد بن عبدالله الجليفي ، ونجى اثنان هما : محمد بن عبدالعزيز بن محمد الجليفي وناصر بن راشد بن عبدالله الجليفي.
يقول : وأما الجيش فرجع للديار ، فعدت الى الدلم بعد غياب يقرب من شهر كامل، وحين دخلت على أهلي فرحو جدا ، حيث كانوا يظنون أني قتلت مع من قتل من أسرة الجليفي ، نظرا لانقطاع أخباري مدة شهر.
وكان محمد الجليفي رحمه الله يثني ويترحم كثيرا على بنت كمعان العجمية ويقول : لا اعدها الا مثل والدتي ، وكان يضحي عنها كل سنة حتى توفي رحمهما الله.
هي نبذه مختصرة عن البطل محمد من ابناء عمومتنا عائلة الجليفي البجلية.
عن الكاتب