ولد عام 1338هـ، بالمحمدي في الدلم، وهو أكبر إخوته، نشأ في بيت والده الذي كان يسكن مع جده راشد بمزرعته في المحمدي التي كانت تُعرف باسم (الشمالية).
ثم انتقل مع والده إلى مزرعته الجديدة بالدلم شرق حي السعيدان، حين اشتراها والده وانتقل إليها.
بقي يعمل مع والده في الزراعة كما عمل في مزارع أخرى في الهياثم والرياض طالبا للرزق.
ثم استقل بمزرعة له غرب مزرعة والده.
كان حين رحل للعمل في الرياض يجلب الحلوى لأبنائه الذين كانوا حينئذ بالمزرعة بالدلم، وكانوا شغوفين كثيرا بتلك الحلوى التي يأتي بها من الرياض، وهي عبارة عن قوالب السكر الموجودة حاليا في الأسواق.
من ذكرياته التي رواها لأبنائه والتي تبين مقدار ما كانوا فيه من جهد وتعب من أجل كسب لقمة العيش: أنه كان يعمل بالزراعة أحيانا في الليل، وفي إحدى الليالي وهو راجع إلى منزله كان حاملا البرسيم بعد حصده من إحدى المزارع، وما شعر إلا والذئب يمشي خلفة ويعوي، يريد افتراسه، ولم يجد مكاناً يأوي إليه إلا مسجد قريب لأسرة الذياب، فدخل فيه، حتى ذهب الذئب.
امتاز بالحلم والأناة، ولين الجانب، والإيثار، وكان حريصا على بر والديه وصلة قرابته وزيارتهم، من إخوته وأخواته وأبناء عمه.
ومن القصص التي تدل على حلمه وإيثاره لغيره على نفسه: أنه كان له جار لمزرعته، وكانا شزيكين في بئر واحد ومكينة واحدة، والبئر والمكينة في أرض العم محمد، وكانا اتفقا على أن لكل منهما دورة في المكينة يسقي بها مزرعته، ثم يأتي دور الآخر، وذات يوم حصل اختلاف بينهما في السقي من دورة الماء تلك، فكل منهما يقول هي لي، واشتد الاختلاف بينهما، وتعالت الأصوات، فسمعت زوجة العم محمد بذلك، وقدمت محاولة تهدئة الأمر، وطلبت من زوجها أن يدخل المنزل لتهدأ النفوس، ووعدت الجار بإرسال الماء لمزرعته.
وبعد فجر اليوم التالي قام العم بتشغيل المكينه وأرسل الماء إلى جاره مقدما له على نفسه، بل قال لابنه الأكبر عبدالرحمن: اذهب لجارنا فلاناً وادعه للقهوة والإفطار معنا، فجاء الجار وتقهوى وأفطر مع العم، وانتهى الخلاف كأن لم يكن.
وأيضا من مواقفه التي تدل على بره بأبيه إبراهيم رحمهما الله:
أن والده أمره أن يتابع سير الماء في المزرعة بحيث إذا امتلأ شِرب من أشراب المزرعة بالماء فإنه يعدل الماء إلى الشِّرب التالي. لكن دات يوم غفل العم محمد عن ذلك، حتى امتلأ الشرب وفاض، فعاتبه والده بل أخذ كومة من الطين فضربه بها، فدنا منه ابنه وانحنى له واعطاه ظهره وقال: زد يا والدي حتى ترضى عني، فرضي عنه والده متأثرا بهذا الموقف البار والنبيل من ابنه.
توفي رحمه الله عام 1383 هـ، قبل وفاة والده بعام، وكان سبب وفاته: أنه كان في مزرعته يمشي حافياً، فجرحته زجاجة، وأدت إلى قطع في عروق رجله اليمنى، وكان جرحاً عميقاً، سقط بسببه على الأرض، وتم إسعافه ونقله للمستشفى، فتلاشا الجرح قليلاً ولكنة لم يبرأ تماماً، وبعده بمدة ليست طويلة وبينما كان في زيارة إلى أهل زوجته كان نائما على سرير من الخشب مغطى بليف، فأحس بلدغة عقرب في فخذه الأيمن ولم يبد لذلك اهتماما بادئ الأمر، حتى تورمت القدم والساق والفخذ، وانفتق جرح قدمه الذي كان أصيب به سابقاً، مما تسبب في نزيف شديد وآلام، وتسمم جسمه بسبب اللدغة، وتم نقله لمستشفى الشميسي بالرياض، جيث توفي هناك بعد مدة يسيرة من وصوله. وكان عمره حينئذ: 45 عاماً.
له 5 أبناء هم: عبدالرحمن (توفي عام ١٤٣٨، وكان مديراً لفرع شركة الكهرباء بمحافظة الدلم)، وسعد (رئس رقباء متقاعد)، وناصر (معلم متقاعد)، والشيخ فهد (عميد الأسرة، وكان مساعداً لرئس كتابة العدل بالخرج)، والدكتور زيد (مدير التعليم بمحافظة الخرج سابقا، وعضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بمحافظة الخرج، ومستشار وكيل الجامعة)، كما أن له 3 بنات.
رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
جمع وإعداد: د. عادل بن عبدالعزيز بن علي الجليفي.
عن الكاتب
2 Comments
غفر الله له و اسكنه فسيح جناته
اللهم ارحمه وتجاوز عنه واسكنه الفردوس الأعلى من الجنه