ولد بالمحمدي في الدلم عام ١٣٥٥.
وهو أكبر إخوته.
نشأ في كنف والديه بالبيت الواقع بمزرعة جده راشد في المحمدي في أرض كانت تعرف باسم (الشمالية)، حيث كان والده وأعمامه وجده يسكنون جميعاً بيتاً واحداً قبل تقسيم المزرعة.
درس الابتدائية بالدلم ولا زالت شهادته الابتدائية محفوظة حتى الآن.
لما انتقل ابن عمه زيد بن ناصر بن راشد للرياض تولى إمامة مسجد الأسرة الواقع داخل مزارعهم من بعده، وكان شجي الصوت في التلاوة.
عمل في الزراعة منذ طفولته، كبقية أبناء جيله من أهل الدلم، وكان الساعد الأيمن لوالده في المزرعة.
تزوج مرتين.
وفي أواخر العشرينات من عمره عرض عليه أحد أهل الدلم وهو ابن محيسن ترك المزارع وتعبها، والعمل معه عند الأمير عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، أخ الملك عبدالعزيز، فانتقل عند الأمير بالرياض (خوي)، حيث كان الأمير يحب أن يكون أخوياءه وجلساءه من أهل الدلم؛ لما عرف عنهم من شهامة وصدق وإخلاص.
وكان سكن (الاخويا) في جهة مخصصة داخل قصر الأمير.
ثم بعد مدة انتقل إلى العم إبراهيم بالرياض أخوه راشد، لإكمال دراسته، إلى أن تخرج راشد وتوظف حيث استقل بسكن عن أخيه إبراهيم.
كما كان من أعمال العم إبراهيم خلال هذه المدة: استقبال السيارة التي كانت لأخيه محمد، وهي من نوع (فورد) ويسميها العامة: (الهاف) حيث كان محمد هو المشرف على مزرعة والدهم سعد حينئذ (بعد قسمة مزرعة الجد راشد)، فكان محمد يحملها يوميا من محصول المزرعة أو المزارع الأخرى بالمحمدي، ثم تتجه للرياض الساعة السادسة والنصف صباحا بعد أن يفطر سائقها، وكان أهل البلد يسمون هذه الرحلة للرياض (المطراش)، وكانت أم إبراهيم تقوم بتهيئة إفطار السائق قبل أن ينطلق، ومسافة الطريق تستغرق أربع ساعات، ولما يصل للرياض يذهب لراشد للراحة والغداء، حيث كان متكفلا بإعداده للسائق.
وبعد العصر يذهب إبراهيم بالسيارة للسوق ويبيع الحمولة ويحاسب، ويأخذ وراشد نصيبهما من المال، وفق الاتفاق بينهما وبين أخيهما محمد، والباقي يضعه في ظرف ويسلمه للسائق، الذي يرجع للدلم حيث يصلها بعد صلاة العشاء، وتكون أم إبراهيم هيأت له وجبة العشاء.
واستمر الحال هذا سنوات إلى أن انتقل محمد للرياض وعمل في العقار والمقاولات.
ابتنى العم إبراهيم منزلا وانتقل إليه خارج مقر سكن الأخويا في قصر الأمير.
كان الأمير عبدالله يحب العم إبراهيم كثيرا ويمازحه دوما، ويأخذه معه في أكثر رحلاته وزياراته. وجعله في إدارة الشؤون المالية بقصره.
كما خوله الأمير بمتابعة شؤون بعض أبنائه.
حين توفي الأمير عبدالله عام ١٣٩٧ طلب أبناء وبنات الأمير من العم إبراهيم الاستمرار معهم، لثقتهم فيه وأمانته، فانتقل لابنته الأميرة جوزاء، وكان محل ثقتها، وجعلته مدير الشؤون المالية بالقصر، ومن قوة ثقتها به أنها كانت تطلب منه ومن زوجته مرافقتها في بعض رحلاتها، للعمرة أو لغيرها.
وقد أوصت إخوتها وأبناءها في آخر حياتها بأن يبقوا إبراهيم عندهم ولا يفرطوا فيه، فهو أمين.
وبعد وفاتها عمل في تجارة المواد الغذائية بالشراكة مع بعض إخوة الأميرة جوزاء، بناء على وصيتها.
كما توسع في مجالات التجارة الأخرى.
** من أبرز صفاته:
كان حليما لا يكاد يغضب من أحد أيا كان.
لا تراه إلا مبتسماً طلق المحيا.
وكان يحب المداعبة كثيرا للصغير والكبير.
عفيف اللسان، لا يحب سماع سوء عن الآخرين.
أحبه الكبير والصغير، حتى العمال كانوا يحبونه كثيرا.
وكان كريما جوادا، يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
بابه مفتوح لكل أحد، من أقاربه وغيرهم. فكان بيته هو البيت الجامع لهم، بل قد يبيت عنده بعض أقاربه أياماً، خصوصاً في الإجازات، ولا يجدون منه إلا كل حب ورحابة وكرم.
كان مضيافاً، بابه مفتوح يوميا بعد المغرب، وقهوته جاهزة لكل من يأتي.
وقد دأب على جمع إخوته وأخواته وأسرهم في كل عيد بمنزله. فكان بابه مفتوحا طيلة أيام العيد.
كما دأب على وضع مناسبة سنوية – في استراحته بالسويدي أو يستأجر استراحة – للعرسان من الأسرة، يدعو لها أفراد أسرته ويحرص على العرسان الجدد وأهلهم رجالا ونساء في الحضور، ويهاتف رجالهم بنفسه.
ولم يكن يقبل بأن يشاركه أحد في التكلفة، بل يقوم بها بماله مهما كثرت.
كان ماداً يد العون لكل من احتاج أو طلب العون منه، من أقاربه أو غيرهم، يعطيهم الكثير، ويسترد منهم ما تيسر. ولو بعد سنوات. وكان حريصا على تدوين كل ذلك اتباعا لحكم الله تعالى في توثيق الديون.
وحين توفي وجد ورثته في أوراقه أشخاصا كثراً كان يطلبهم ديونا مؤجلة، بعضها منذ سنوات طويلة، بل بعضهم من العمال الذين كانت تربطه بهم علاقة يوماً من الأيام. وهذا شاهد على كرمه العظيم، وحبه لمساعدة الآخرين، حتى من خارج البلد.
كان يزور والدته كثيرا، ويعطيها عطاء وفيرا.
وقد اعتاد تقديم مبلغ نقدي (كسوة العيد) لأخواته وأحيانا لبعض بناتهن.
كما كان معتاداً على صدقة السر، ومن ذلك:
أنه بنى رحمه الله عدة مساجد في داخل المملكة وخارجها، ولم يكن يخبر أحدا بذلك إلا لمن له اختصاص.
كما كان يدفع -سرا- إلى ابن إحدى أخواته مبالغ مالية بين الفينة والأخرى ليوزعها على المشاريع الخيرية أو المحتاجين.
وكان يُحضر معه كل أسبوعين أو ثلاثة لمنزل أخته تلك ذبيحة أو ذبيحتين أو ربع حاشي ويكلف ابنها بشراء أكياس أرز صغيرة وتوزيعها مع اللحم على الأسر الفقيرة والبيوت المحتاجة، ويطلب منه أن لا يخبر أحدا بذلك.
مرض في آخر حياته بصديد في الرأتين، وأدخل المستشفى، فأجريت له عملية سحب للصديد، وقرروا عملية أخرى لإزالة تقرحات بالمعدة، لكن قبل العملية بيوم ونصف بدأت التقرحات بالانفتاق، ونقل للعناية المركزة، واشتدت حالة انفتاق التقرحات، وأصيب بنزيف داخلي شديد، حاولوا إسعافه وإنعاش القلب، لكن توفاه الله.تعالى. وذلك في شهر ذي القعدة عام ١٤٣٢عن عمر ٧٧ عاماً.
وقد كان مبتسما ورافعا السبابة حين وفاته وتغسيله.
كانت جنازته مشهودة، وبكى عليه الصغير والكبير. حتى العمال الذين يعملون عنده كانوا يبكون عليه وأطفالهم، بل أصر أحدهم بشدة أن يشارك في تغسيله وتكفينه.
رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
جمع وإعداد: د. عادل بن عبدالعزيز بن علي الجليفي.
عن الكاتب
4 Comments
فعلا أحبه الصغير قبل الكبير💔 الله يغفر له ويرحمه ويجمعنا به في جنات النعيم..
ذكريات أليمة وحنين موجع
غفر الله لمن احتضنونا بعطفهم وحبهم وجمعنا بهم في الجنة مع الصديقين والشهداء
اللهم اغفر للعم ابراهيم واسكنه فسيح جناتك .
الله يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته كان نعم الأب والأخ والصديق ، مأاثره لا تعد ولا تحصى اللهم اسكنه الفردوس الأعلى من الجنة