عن الكاتب

اجداد وابناء ودعونا

سيرة عطرة للشيخ / محمد بن عبدالعزيز رحمه الله

مقتطفات من سيرة العم محمد بن عبدالعزيز بن محمد الجليفي رحمه الله
(1333 1429 هـ).

– ولد ونشأ في محافظة الدلم ، وتحديداً في شمال حي المحمدي، وهو حي زراعي قديم.
– في عام1347هـ شارك مع جيش الملك عبدالعزيز رحمه الله  في حرب السبلة، ضد فيصل الدويش وجيش الإخوان، ضمن ٦ من أفراد الأسرة، وكان عمره يقارب الـ ١٥ عاماً، وكان أمير كتيبتهم إبراهيم بن عرفج، وقد نجى في هذه الحرب، بينما قتل فيها ثلاثة من أبناء عمومته هم (زيد وعبدالرحمن ابنا راشد بن محمد، ومحمد بن راشد بن عبدالله) رحمهم الله.
– في عام 1348هـ شارك في حرب أم رضمة؛ وذلك أن فلول جيش الإخوان أعادت ترتيب صفوفها واجتمعت بعد السبلة بقيادة عبدالعزيز بن فيصل الدويش (نظراً لإصابة أبيه بالسبلة، فتولى هو مؤقتاً القيادة نيابة عن أبيه)، وتوسعت فتنتهم في ديار نجد، فجهز لهم الملك عبدالعزيز عدة جيوش وسرايا، منها جيش يقوده أمير حائل الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي، وكان العم محمد في ذلك الجيش فالتقوا مع عبدالعزيز الدويش في مكان يطلق عليه أم رضمه وقتلوه.
– ومن المواقف الطريفة التي حصلت للعم محمد في أم رضمة وقبل بدء الحرب أنه كان في الخيمة المجاورة لخيمة الأمير عبدالعزيز، وكان قد صدر أمر من الأمير بعدم البدء بالرمي إلا إذا بدأ الدويش بالرمي، فكان الكل متقيداً بهذه الأوامر، إلا أن العم محمد عندما رغب في شحن بندقيته بالرصاص استعداداً للمعركة، انطلقت منها رصاصة بالخطأ إلى جهة الدويش، فغضب الأمير عبدالعزيز، وظن أن من أطلق الرصاص لم يتقيد بالأوامر، فأمر بضرورة معرفة من قام بهذا العمل وإحضاره لمعرفة دوافعه، وعندما عرف أنه العم محمد، وأن ما حصل منه هو خطأ غير متعمد عفى عنه.
– في عام 1351هـ شارك في حرب استعادة عسير من تمرد الحسن بن علي الإدريسي، وكان قائد الجيش الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي.

– في ١٣٥٢هـ شارك في حرب اليمن، حين جهز الملك عبدالعزيز جيشين: أحدهما بقيادة ابنه الأمير سعود (ولي العهد آنذاك)، والآخر بقيادة ابنه الأمير فيصل (نائب الملك في الحجاز أنذاك)؛ لمحاربة إمام اليمن آنذاك يحيى حميد الدين الزيدي، وكان العم محمد في جيش الأمير فيصل، حيث ساروا على الساحل، واجتمعوا في أبها، وكان اميرها في ذلك الوقت الشيخ/تركي بن ماضي، من أهالي سدير، وبقوا بها وقتاً في انتظار مجيء الأمير فيصل،  بحكم أنه قائد الجيش، وحين وصل الأمير فيصل أعطاهم التعليمات، وعندها توجهوا إلى جيزان، حيث استردوا ما احتلته قوات الإمام يحيى منها، ثم واصلوا الزحف نحو  الحدود اليمنية،  وحصل الصدام بين الجيش السعودي وجيش الإمام يحيى، وأخذوا يفتحون المدن الواحدة تلو الأخرى، حتى سيطروا على الحديدة، وطردوا منها جيش الإمام، وحاصروا صنعاء من ناحية الغرب، فيما كان جيش الأمير سعود يحاصرها من الشرق، وبقي هذا الحصار حتى تم صلح الطائف عام١٣٥٣هـ، وكان جيش أهالي الدلم المشارك في هذه الحرب تحت إمرة ابن عسكر أحد أعيان مدينة الدلم، وهو عبارة عن كتائب إحداها بقيادة ابن خنين، وكان العم محمد معه في تلك الكتيبة.

كما أن الشاعر/ عبدالعزيز الهذيلي من ضمن من شارك في هذه الحرب، وهو من أهالي الدلم، وله في ذلك أبيات شعر وثق فيها تلك الأحداث.

– كان من ضمن المرابطين على الحدود الشمالية بين المملكة العربية السعودية والعراق فترةً من الزمن؛ نظراً لوجود خلافات داخلية في العراق في ذلك الوقت، أيام الحكومة الملكية، وحفاظاً على حدود المملكة، فقد أصدر الملك عبدالعزيز أمره بضرورة تواجد كتيبة من المجاهدين على الحدود الشمالية.
ومن ضمن المشاركين مع العم محمد في هذه الكتيبة الشيخ/ ناصر بن شامان (بن طالب) وغيره من أهالي الدلم.
بعد عودة العم محمد من الحروب عمل عند الملك عبدالعزيز في قصره في المربع.-
– في عام ١٣٦٥هـ ذهب الملك عبدالعزيز في زيارة تاريخية لمصر، فانتقل العم محمد وقتها للعمل عند أمير الرياض ذلك الوقت الأمير ناصر بن عبدالعزيز؛ مراقباً في مزارع الأمير الواقعة جنوب الرياض، ولفترة لم تطل.
– ومن المواقف التي كان يحكيها العم محمد عن نفسه مع الملك عبدالعزيز:
كانت الحياة قبل اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية صعبة، وموارد الدولة قليلة، وكانت الإعتماد في تلك الفترة على الزراعة والرعي، وقد حدثت مجاعة شديدة في البلد، وهلك الناس جوعاً، وقد خرج العم محمد مع الملك عبدالعزيز لِلْبَر حينذاك، يقول:
عندما نُصبَت خيمة الملك وجلس بها، وكنت من ضمن الحرس عند باب الخيمة ليلاً، بدأ الملك يقرأ القرآن، ثم بدأ يصلي، وسمعته يبكي ويدعو: (اللهم إن كان في ملكي لهذا البلد وأهله خيراًً ففرِّج عني وعنهم، ووسّع لنا في الرزق، وإن كان في ملكي لهم شراً فريّحهم مني)، وأخذ يكرَّر هذا الدعاء ويبكي.
ففرج الله عنه وعنهم، ويسّر اكتشاف البترول، وتوالت الخيرات، ولله الحمد.
وهذا يدل على مدى خوف الملك عبدالعزيز من ربه تعالى، وحرصه الشديد على شعبه، وألا يكون الشعب معاقباً بسببه (رحمة الله عليه).
– عاد العم محمد إلى الدلم وتزوج في عام ١٣٦٨هـ تقريباً.
– عُرض عليه أن يعمل ضمن أخويا الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي في حائل؛ حيث كانت رغبة الأمير أن يكون أخوياه من أهالي الدلم؛ لكونه يطمئن لهم، فاعتذر عن الذهاب، وأناب عنه شقيقه عبدالرحمن بديلاً عنه، حيث ذهب عبدالرحمن مع اثنين من أبناء عمومته هما عبدالله وأخوه ناصر ابنا راشد بن عبدالله، وبقوا هناك زمناً عند الأمير عبدالعزيز.
– ذهب إلى الأحساء وعمل ضمن أخويا الأمير سعود بن جلوي، وذلك على فترتين:
الأولى كلها بالأحساء. والثانية جزء منها بالأحساء، وعندما كُلف الأمير سعود أميراً للشرقية وحاضرتها مدينة الدمام، من قِبَل الملك سعود عام ١٣٧٩هـ اختاره الأمير سعود من ضمن الأخويا الذين اختارهم للعمل معه بالدمام.
– كان العم محمد محل ثقة الأمير سعود حيث أوكل إليه الشؤون الخاصة بمحارمه: من سفرٍ وتنقلٍ ونحوه، ويقول: إنه عندما يكون هناك حاجة لي فإن الأمير سعود بعد الانتهاء من صلاة الفجر ونحن في مسجدٍ واحد يلتفت يمنةً ويسرة، وعندما يراني يشير إلي بيده، عندها أعرف ماذا يريد، ثم يختصر بي ويخبرني أنني اليوم سأذهب إلى مكان كذا (يسميه) وبرفقتي إحدى المحارم من أهل بيته، سواء داخل أو خارج الدمام، وغالباً مايكون خارج الدمام، إلى الرياض أو جدة، ويكون السفر للرياض عن طريق البر أو الطيران، أما بالنسبة لجدة فيكون بالطائرة.
– وكان أول اختبار من الأمير سعود للعم محمد حينما أرسله إلى الرياض ومعه امرأة من محارمه، ترافقها طفلة، على أن يعود بها بعد انقضاء غرضها في الرياض، وعندما عاد بها إلى الدمام أثنت عليه الأميرة خيراً، من حيث الأمانة والمتابعة حتى انتهاء الغرض الذي من أجله سافرت، فولاه الأمير حينئذ شؤون محارمه.
– كان العم محمد في زمنه من القلائل الذين يجيدون الكتابة، وكان خطًّاطاً جيداً، لكنه لم يبلغ الأمير سعود بذلك؛ لئلا يجعله الأمير ملازماً لديوان الكتابة، بل كان يريد التنقل مع الأمير في رحلاته وتنقلاته، ولكن رآه أحد الأخويا وهو يكتب، فأُعجب بخطِّه، فأبلغ الأمير بذلك، فناداه الأمير وسأله، فأخبره بأنه فعلاً متعلم ويجيد القراءة
والكتابة، فجعله كاتباً له، إضافة لعمله الأول في الشؤون الخاصة بالمحارم.
ويقول ابنه الأكبر فهد: كان الوالد (رحمه الله) يراسلنا بالرسائل الورقية يخبرنا فيها عن أحواله، ويسأل عن أحوالنا، وكان مَنْ يقوم بإحضار هذه الرسائل أحد أصحابه ممّن يحصلون على إجازةٍ من طرف الأمير سعود، ويذكر منهم: عبدالرحمن الهذيلي، ومحمد العبودي، وأبو عبدالله بن حوتان.
وعندما تنتهي إجازاتهم يمرّون علينا لكي نعطيهم رسائلنا للوالد رداً على رسائله … وهكذا.
ويضيف ابنه فهد: الوالد رحمه الله كان خطَّاطا ماهراً، وكان سكان المحمدي بالدلم يستعينون به في الكتابة عند الحاجة لرفع خطاب لأي من الجهات المعنية.
– من أجل مجالسته للأمير وقربه منه وثقته به وتكليفه له في كثير من الأمور الخاصة؛ فقد أغاض هذا رئيس الأخويا، وبدأ يدقق في عمله ويسأله عن كل صغيرة وكبيرة، مما يكلفه به الأمير، وكان العم محمد يتضايق جداً من تلك التصرفات ويتهرب من الجواب أحياناً، فازدادت الغيرة لدى هذا الرجل وبدأ يتصيّد أي خطأ قد يحدث من العم محمد.
– تكريماً للعم محمد فقد عينه الأمير سعود رئيساً لمركز (أم عقلا الشملول) أحد المراكز التابعة لمحافظة الأحساء، واستمر رئيساً للمركز إلى وفاة الأمير سعود بن جلوي عام 1386هـ.
– بعد وفاة الأمير سعود بن جلوي تولى إمارة الشرقية أخوه الأمير عبدالمحسن، فاستمر العم محمد على رأس عمله، لكن رئيس الأخويا كان متصيِّداً لأي خطأ له كما ذكرنا سابقاً، فوجد فرصته للوشاية به عند الأمير الجديد، بعد أن لم يتمكن من ذلك أيام الأمير سعود؛ لمعرفته ان الأمير سعود لايسمع ولايصدق أي كلام يقال في العم محمد، وهذا نابع من ثقته الكبيرة به؛ ذلك أن العم محمد حين كان أميراً لمركز أم عقلا الشملول طلب منه أحد منسوبي المركز إجازة لمدة (١٥يوماً) وعندما بدأت إجازته أخذ معه سيارةً من المركز دون علم العم محمد حينها، وبعد انتهاء إجازته لم يباشر، بل تأخر، ولم يعد لعمله إلا بعد مضي شهرين؛ لظروف مرت به. وقد أثّر هذا على سير العمل بالمركز؛ لقلة السيارات به حينئذ، فوجدها رئيس الأخويا الفرصة التي لن تتكرر ليرفع بما حصل للأمير عبدالمحسن، بالإضافة الى أشياء أخرى ألصقت بالعم محمد زوراً، وهذا ما تم بالفعل حيث تم استدعاء العم محمد لسماع أقواله فيما نُسب إليه، وبقي في القصر مع الأخويا لمدة (8) أيام (توقيف حشمة) حتى يُنظر في أمره، مع سحب السلاح منه وملحقاته (سيف وقَرْدَه ومحزم مثلوث)، وعندما اتضح للأمير الموضوع بتفاصيله تم توجيه لوم للعم محمد على عدم الإبلاغ عن تصرفات السائق وغيابه بعد انتهاء اجازته، مع تبرئة العم محمد من التهم الأخرى (وكان قصد العم من عدم الإبلاغ هو تعاطفه مع السائق وعدم الضرر به).
بعد مضي الـ(8) أيام طلب الأمير عبدالمحسن بأن يقابله العم محمد في مكتبه، وعندما قابله أعطاه بعض النصائح، وطلب منه العودة لعمله في (مركز أم عقلا الشملول)، وأعاد إليه السلاح وكافة الصلاحيات، لكن العم كان في قرارة نفسه أن يترك العمل في الإمارة نهائياً بعد الذي حصل له، وكونه لم يعد مرتاحاً في العمل بسبب الحسد من بعض العاملين معه، لذا لم يعد لمباشرة العمل بالمركز مجدداً، بل طلب مقابلة الأمير عبدالمحسن مرة أخرى، وعندما قابله طلب من سموه إعفاءه من الاستمرار في عمله وقبول عذره، وحاول الأمير ثنيه عن ذلك، لكن العم أصرَّ على رأيه، وعندها تم قبول طلبه، وسَلَّم السلاح وكافة ملحقاته للإمارة، وعاد إلى الدلم أواخر عام ١٣٨٦هـ، وعمل بالزراعة الى أن توفاه الله.
– لازم مجلس الأمير سلمان بن محمد (غزلان) بن الإمام سعود بن الإمام فيصل بن الإمام تركي، والأمير سلمان هو الملقب بـ (فارس آل سعود)، بالدلم، فكان يزوره كل يوم عصراً، وقد خصص له الأمير الكرسي الأيمن المجاور لكرسيه، فلم يكن يجلس فيه أحد غالباً إلا العم محمد.
– كان معروفاً بكرمه وجوده، وحبه للمعالي من الأمور، فلا يقبل أسافلها، ولعل لحياته مع الشيوخ أثراً في ذلك.
– كان يلقب في الأسرة بلقب (الفِرْم) أي الكبير العظيم. وكان الأمير سلمان يعرف هذا اللقب لمحمد ويلقبه به دائماً؛ لأنه يراه أهلاً له.
وكانت كلمته مسموعة لدى الأسرة لما يتمتع به من حكمة وسداد في الرأي، وكان يُرجع له في كثير من الأمور عندما يستدعي الأمر ذلك.
– توفي في ٧/ ٣/١٤٢٩هـ عن ٩٦ سنة، وقد شارك في عزائه بعض أبناء الأمير سلمان بن محمد.
ابنه الأكبر: فهد، عمل مديرا عاما للشؤون المالية والإدارية بمصلحة الزكاة والدخل سابقاً، متقاعد.

هذه مقتطفات موجزة من حياة هذا العلم الكبير من أعلام أسرة الجليفي.
رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتى المسلمين.

اقرا مزيد

من أملاك راشد بن محمد الجليفي البجلي بالدلم : مقبرة عميرة التاريخية

مقبرة عميرة بالدلم:

تقع المقبرة بحي المحمدي بالدلم (وهو حي زراعي)، وتعود أهميتها إلى كونها وقعت بها إحدى جولات الاقتتال بين الملك عبدالعزيز ال سعود وعبدالعزيز بن متعب بن رشيد عام 1320 هج، حين جاء ابن رشيد ليسترد الرياض فوجدها محصنة، وعلم أن ابن سعود انسحب منها إلى الدلم وتحصن بها، فجاء وحاصر الدلم، ولم ينل منها مقصوده، وحين بدأت جولات الاقتتال بين ابن رشيد وابن سعود كانت متفرقة في أنحاء الخرج، فمنها ما كان في الدلم، ومنها في السلمية، ومنها في نعجان، ومنها في المحمدي وتحديدا في عميرة هذه، ومنها في وادي ماوان (ولا تزال القلاع في ماوان وآثار الرصاص عليها موجودة).

في معركة المحمدي قتل عدد من الطرفين، وتم دفنهم في مكان المعركة، ومنذ ذلك الحين وهي تعرف باسم مقبرة عميرة، شمال المحمدي، وبني عليها سور قديم، ثم انهدم من أثر السيول، واشتبهت بعد ذلك معالم وحدود المقبرة وما فيها من قبور.
والمقبرة تقع في أرض كبيرة تعرف قديما بأرض الشمالية (شمال المحمدي)، وهي منحة من الإمام فيصل بن تركي ال سعود للشيخ حمد بن عتيق، وورثة الشيخ باعوها في عام 1364 هج، فاشترى الشيخ راشد بن محمد الجليفي البجلي وأبناؤه قطعة كبيرة منها، وأصبحت المقبرة داخل ملكهم ، ولا زالت حتى اليوم ، وقد رُفعت عدة مطالبات للإمارة بتحديد معالم المقبرة بعد اندثارها من أثر السيول، فقامت الإمارة بذلك في حدود عام 1413 هج، فبنت سورا على المقبرة، مع حواجز ترابية حول السور لمنع السيول؛ إذ إن المقبرة تقع وسط مجرى وادٍ من أودية الدلم. اسمه الوادي الكبير أبو الحصاني.

المصدر: الدكتور عادل الجليفي..اشكره على تعاونه معي في تدوين تاريخ الجلافا البجليين.

اقرا مزيد

حفل تكريم الدكتور شايع في مكة المكرمة الجزء الثاني

شاهد “حفل تكريم الدكتور شايع في مكة المكرمة الجزء الثاني”  (كلمة أسر نجد للدكتور عادل الجليفي في منتصف المقطع) – حفل تكريم الدكتور شايع الجزء الثاني:

اقرا مزيد

صحيفة تواتر – تقرير خاص متكامل بالفيديو والصور عن ضيافة سعود بني مالك لابناء بجاله من بني مالك وخثعم وعوائل نجد

ومضى سعود بن مالك في في فيافي الالفه والمحبه يجمع زهور الصحاري المتراميه ليشكل منها حديقة غناء باجمل الالوان والشذى الفواح .

كعادته في مد غصون الطيب لتغرد عليها بلابل المحبه كانت غصون تظل في هذه المره امتداداً خارج نطاق بني مالك ، امتدت الى الجذور المتأخمه في العراقه والأصاله .

ابى سعود بن مالك الاستاذ سعود بن صالح العفيفي إلا أن يبحث عن العراقه التي هو من سلالتها فقد كان بالامس محور لالتقاء بني عمومته واخوته من قبائل بني مالك عندما تشرف باجتماعهم على سفرته العامره بالكرم المالكي ، في محفل مهيب دوت لها اوتاد اضم وتراقصت معه نجومها وتغنى بدماله قمرها .

ابى اليوم إلا ان يتواصل مع عطر الاجداد وأصالة الانساب ، فما كان منه إلا أن جمع سلالة ” أنمار بن إراش ” من خثعم وشهران وعوائل نجد ” الجليفي والسريبي واليحيى والعرفج والمانع والقعيضب والعبيدان والدريهم ” الابيه ، جمعهم مع اخوانهم وابناء عمومتهم ابناء بني مالك الاشاوس ، حيث حضر لفيف من شيوخ واعيان ووجهاء ومثقفي واعلاميي قبائل بني مالك .

وكان الاجتماع الذي تمناه سعود بن مالك في اطهر بقاع الاض بمكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرساله ومبعث النور بفندق منازل العين جراند قاعة ” الشمس ” ، حيث سطعت الشمس بالتقاء الهامات من تلك الاصول المتحدره من انمار بن إراش .

سعيه الحثيث اوصله الى امنيته وجمع ابناء انمار بن إراش وهو بطن عظيم ينتسب الى أمهم بجيلة، وهم: بنو أنمار بن أراش بن كهلان، من القحطانية .

يتفرعون الى عدة بطون: منهم قسر، وهو مالك ابن عبقر بن أنمار، وبنو أحمس بن الغوث بن أنمار، وعرينة.

مواطنهم كانت بلادهم مع إخوتهم خثعم في سروات اليمن والحجاز الى تبالة ثم افترقوا أيام الفتح على الآفاق، كالعراق، والشام، ولم يبق بمواطنهم الأصلية إلا القليل. من جبالهم البثراء ومن أوديتهم عرادات .

وفي التاريخ ان بجيلة ظعنت الى جبال السروات، فنزلوها، فنزلت قسر بن عبقر ابن أنمار حقال حلية، وأسالم، وما صاقبها من البلاد، وأهلها يومئذ حي من العاربة الأولى يقال لهم: بنو ثابر، فأجلوهم عنها، وحلوا مساكنهم منها، ثم قاتلوهم، فغلبوهم على السراة، ونفوهم عنها، ثم قاتلوا بعد ذلك خثعم أيضا، فنفوهم عن بلادهم ، فصارت السّراة لبجيلة الى أعالي التّربة ، فكانت دارهم جامعة، وأيديهم واحدة، حتى وقعت حرب بين أحمس بن الغوث بن أنمار، وزيد بن الغوث بن أنمار، فقتلت زيد أحمس قتالا مريعا كاد يفنيهم.

وتسائل التاريخ على مر العصور هل بجيلة قبيلة قحطانية أم عدنانية ؟
وكانت غالبية المراجع وكتب النسب تعد بجيلة من القبائل القحطانية (اليمانية) ، ويقولون هم أخوة خثعم ، وبجيلة أمهم ، وهم : بنو أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من قحطان . والثابت بالمراجع ان المؤرخون والنسابون اختلفوا في أرجاع نسب كثير من القبائل العربية إلى كتلة أو ركن من أركان القبائل العربية التي شهدت ظهور الإسلام . ومن القبائل التي اختلفوا على أرجاع نسبها إلى عدنان أو قحطان ، قبيلة بجيلة وأخوتهم قبيلة خثعم أبناء أنمار ، فرغم أتفاق جميع المؤرخون والنسابون على ان قبيلة (بجيلة) هم أبناء أنمار من زوجته بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة بن مذحج ، إلا أنهم قد اختلفوا في نسب زوجها (أنمار) ، هل هو ابن نزار العدناني أم ابن أراش القحطاني ، فمن قال هو (أنمار بن نزار العدناني) أعتبر القبيلة عدنانية لأن أبوها عدناني استناداً لأبيات شعر قيلت في منافرة جرير البجلي وخالد الكلبي أيام الجاهلية . ومن قال هو (أنمار بن أراش القحطاني) أعتبر القبيلة قحطانية لأن أبوها قحطاني استناداً لبعض الأحاديث الشريفة ومعظم كتب النسب .

والثابت بالمراجع ان سبب الخلاف يعود لوجود شخصين باسم (أنمار) ، الأول هو أبن نزار بن معد بن عدنان ، والثاني هو أبن أراش بن عمرو بن الغوث القحطاني ، والأول هو جد الثاني لأمه ، حيث تذكر المراجع ان أنمار بن نزار العدناني ليس له عقب من الذكور ، وله بنت يقال لها (سلامة) تزوجها إراش بن عمرو القحطاني عندما كان حاجاً ، وأقام معها في الدار بغور تهامة عند أهلها ، فأولدها أنمار (سمي أنمار تيمناً بجده لأمه) ورجالاً ، فلما توفى والده (إراش) وقع خلاف بين أنمار بن إراش وأخوته في قسمة التركه ، فتنحى إنمار عن أخوته ، وأقام إخوته في الدار مع أخوالهم ، ثم تزوج أنمار بن إراش بهند بنت مالك بن غافق بن الشاهد ، فولدت أقيل ولقبه خثعم ، ثم توفيت ، فتزوج بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة بن مذحج بن أدد (وهو الأزد) ، فولدت له عبقر ، فسمته باسم جدها (سعد) ولقب بعبقر لأنه ولد على جبل يقال له عبقر يقع في بلادهم ، وولدت أيضا الغوث ووادعة وصبيهة (أو صهيبة) وخزيمة وأشهل وشهلاء وسنية وطريفا وفهما وجدعة والحارث .

ومما سبق يتضح ان أبو قبيلة بجيلة (أنمار) أمه عدنانية (هي سلامة بنت أنمار بن نزار) ، ووالده قحطاني (هو أراش بن عمرو القحطاني) ، ومهما يكن من أمر نسب أبو القبيلتين (أنمار) ، فإن كان قحطانياً فملوك العرب من قحطان ، وإن كان عدنانياً فالرسول صلى الله عليه وسلم عدناني ، وبكلا الجذمين العزة والشرف .

وفي الحديث الشريف الآتي فية الجواب الشافي بشأن نسب قبيلة بجيلة (أبناء أنمار) :

( حدثنا إسحاق بن يوسف حدثنا يونس عن المغيرة بن شبل قال … قال جرير ” هو الصحابي : جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه ” لما دنوت من المدينة أنخت راحلتى ثم حللت عيبتى ثم لبست حلتى ثم دخلت المسجد فإذا النبى صلى الله عليه وسلم يخطب فرمانى الناس بالحدق قال فقلت لجليسى يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمرى شيئاً قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب إذ عرض له فى خطبته فقال إنه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذى يمنٍ ” يعني من خير بنو قحطان ، لأن قحطان أبو اليمن ” ألا وإنَ على وجهه مسحة مَلَكٍ قال جرير فحمدت الله عز وجل ) .

ذلك ما سعى له سعود بني مالك في لم شتات ابناء العم والاخوة ، وكان الاستقبال الذي تعودناه من سعود بني مالك والكرم الحاتمي الذي ارتبط باسمه .

تخلل الحفل برنامج شيق بفقراته الممتعه والثريه بالمعلومه الثقافيه الراسخه ، وقد سبق ذلك لقاءات مسجله مع بعض الشيوخ والوجهاء من قبل قناة آل شائع اليوتيوبيه على هامش فعاليات الحفل والوقوف على انطباعاتهم وارائهم حول ذلك .

وبدأ الحفل الذي قدمه الاعلامي المبدع رجب بن صالح آل شائع ، بدأ بتلاوة ايات من الذكر الحكيم ثم تعاقبت الكلمات والقصائد ، وكان من ابرز الفقرات كلمة لجهبذ العلم ومربي الاجيال نائب مدير تعليم الليث سابقاً الاستاذ سعيد بن معيض الصرصر والذي عرج بالحضور على سيرة انمار بن اراش وارتباط نسب بجاله به ومضى بسيرة الاصاله الى اصول وجذور قبائل بني مالك واسهاماتها في تاسيس الدولة الاسلامية منذ عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم مستشهداً في ذلك بمواقف وبطولات الصحابي الجليل جرير بن عبدالله البجلي .

وكانت هنالك ايضاً كلمة لراعي الحفل ومقدام الكرم سعود بني مالك والذي لم يزد من درره إلا بالاعتذار عن القاء كلمته الخاصه وإيلاء الآخرين على نفسه محبة لهم واستمتاعاً منه بما يقدمونه في كلماتهم كما ذكر .

ثم كانت الكلمة لشيخ الحكمة والطيب ورمز الكرم وحاتمي الضيافه وصفي النفس شيخ شمل قبائل بني عفيف الشيخ رحمان بن رداد العفيفي المالكي الذي رحب فيها بجمع الحضور شاكراً سعود بني مالك على مساعيه النبيله في سبيل ذلك الاجتماع مع ابناء انمار بن اراش والوقوف على تفرع الاصول وثوابت الحقائق التاريخيه في ذلك .

واثنى الشيخ رحمان في كلمته وشكر على كل من تجشم عناء الحضور والمشاركه مرحباً بالوفود التي حضرت ملبية لدعوة التعارف والمحبه التي قدمها سعود بني مالك .

كما كانت هنالك وقفت استاذ ومنارة عِلمٌ وعَلَم ثقافةٌ اصيلة لدكتور في العلوم االسياسية وعميد في الدراسات الاستراتيجيه الذي ابحر الجميع بالابحار بهم في محيطات وافاق التاريخ البجلي وتنسيب ابناء انمار بن اراش انه الباحث والناقد الدكتور جارالله بن عبدالله ابو لسعه المالكي .

استعرض الدكتور ابو لسعه هياكل تنظيميه وخرائط تنسيبيه لاصول ابناء بجاله وقبائل بجيله ، واستعرض ايضاً موقع بني مالك المتميز في منتصف بوابة جبال السرواك وموقعها السياحي الاستراتيجي ، مشيراً الى مهرجان صيف بني مالك 35 الذي اقيم في منطقة المواريد بحداد بني مالك لهذا العام .

وبعد ذلك اتى موعد القصيد ونثر الدر والجواهر التي احضرها لنا شعراء الحفل وكان من ابرزهم الشاعر محمد بن حوقان شاعر الجنوب وهرمه ، حيث الهب كفوف الحضور بمعلقة نظميه نبطية علقها على جيد الابداع باقتدار .

ثم تلاه شاعر الطيب والبشاشة محبوب الجماهير الشاعر الخلوق محمد بن وقيت فالقى منظومته من الدرر والجواهر التي سلب بها الباب الحضور وحلق بهم في فضى الابداع بين نجومه المتلألأءه ودوت القاعة هتافاً باستحسان قوله وقافه .

وفي نهاية البرنامج الخطابي تم تقديم الهدايا والدروع التذكاريه لسعود بني مالك من الضيوف الحضور من خثعم وعوائل نجد وكذلك تم تقديم درعاً تذكارياً للدكتور شائع ال شائع وايضاً تم تقديم درعاً تذكارياً لكل من حضر من الشيوخ والوجهاء والمثقفين والاعلاميين من قبل ابناء قبيلة خثم .

بعد ذلك تقدم الاستاذ سعود بن صالح العفيفي بدعوة ضيوفه الى مآدبة العشاء التي اقيمت بهذه المناسبة وكانت مثالاً للكرم والوفاء والطيب .

تواتر التي تشرفت بتغطية كاملة للحفل تتقدم للاستاذ سعود بن صالح العفيفي ” سعود بني مالك ” بوافر الشكر والتقدير على جميل الدعوة التي تقدم بها لرئيس تحرير الصحيفة الاستاذ حميد المالكي وتتمنى له مزيداً من التوفيق في مساعيه الراميه الى توحيد الصف وتآلف القلوب وسيادة المحبة والترابط .

 

اقرا مزيد

تكريم الشيخ جميل بن عيضة الرباحي المالكي، شيخ قبيلة الرباحي المالكي لابن العم أبو راكان عبدالرحمن بن ناصر الجليفي

تكريم الشيخ جميل بن عيضة الرباحي المالكي، شيخ قبيلة الرباحي المالكي لابن العم أبو راكان عبدالرحمن بن ناصر الجليفي، يوم الثلاثاء ٣/ ٢/ ١٤٣٦ بمنزله بالرياض، وحضرها بعض وجوه قبيلة الرباحي، وقبيلة زهران.
وذلك بمناسبة تعاون أبو راكان مع الشيخ جميل، وإدخاله لجده لمستشفى الملك خالد الجامعي وتوفيره الرعاية الطبية له.

اقرا مزيد

نسب أسرة الجليفي

نبذة عن أسرة الجليفي البجلية  بالدلم :

 

هم من ذرية سالم الجلف بن منيع، من أبناء رُهْم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش.

وكانوا يسكنون في ديار (بجيلة) جنوب المملكة، ورحل منها جدهم الأعلى (سالم الجلف) في القرن الثاني عشر الهجري، واستقر في الدلم، وبها تكاثرت ذريته.

وكان استقراره ابتداء في الحصين غرب الدلم، إلى أن تفرقت ذريته في أنحاء الدلم.

وللعائلة تاريخ مشرف مع الملك عبدالعزيز رحمه الله

أثناء معارك التوحيد،

منذ معركة السلمية بالدلم ١٣٢٠،

وما تلاها من معارك، امتدت حتى حرب اليمن المنتهية في عام ١٣٥٣،

واستشهد منهم ٣ بمعركة السبلة ١٣٤٧ ونجى فيها ٣ آخرون، أحدهم أصيب في نحره، وكاد الخصوم أتباع فيصل الدويش أن يقتلوه بعد إصابته، لكن الله وقاه،

وثمة بعض المشاهد من محكمة الدلم بذلك،

 

وأحد أفراد الأسرة وهو العم محمد بن عبدالعزيز بن محمد (١٣٣٣ – ١٤٢٩) كان أميرا على مركز أم عقلا الشملول بالأحساء من طرف الأمير سعود بن جلوي حتى عام  ١٣٨٦ هج،

وقد عمل مع الملك عبدالعزيز بقصر المصمك في الديوان الخاص حتى عام ١٣٦٥،

وشارك في ٣ معارك معه :

(السبلة ١٣٤٧، وأم رضمة ١٣٤٨، واليمن ١٣٥٢ – ١٣٥٣)،

 

 

ومنهم عدد تقلدوا مناصب، فمنهم:

مساعد رئيس كتابة العدل بالخرج،

ومدير عام الإدارة العامة لشؤون المخدرات والمؤثرات العقلية بوزارة الداخلية،

ومدير مركز الأبحاث والثروة الحيوانية بوزارة الزراعة،

والمدير المناوب، ومدير العيادات الطبية والطوارئ بمستشفى الملك خالد الجامعي وإسكان الطلاب بجامعة الملك سعود،

ومدير إدارة التربية والتعليم بالخرج (سابقا)، ومدير الشؤون المالية والإدارية بمصلحة الزكاة والدخل (سابقا)، ومدير فرع وزارة الزراعة والمياه بالخرج (سابقاً)،

ومدير فرع شركة الكهرباء بالخرج (سابقا)،

وغيرهم من القضاة بالمحاكم العامة وديوان المطالم وكتاب العدل والأكاديميين بالجامعات والضباط والطيارين والمهندسين ورجال الأعمال.

** فروع أسرة الجليفي البجليين :

– فرع (آل عبدالعزيز) استقروا في شمال حي المحمدي الزراعي فسموا:

(جلافا الشمال).

– وفرع آل عبدالله استقروا في الأرض التي ينتشر في مقدمتها شجر العاقول الطويل، فسموا (جلافا العاقولة).

وهم من أوائل من استقر هناك قبل ما يقرب من مائة سنة.

– وفرع آل راشد وفرع آل عيسى وهما في المحمدي، في أرض كانت تسمى (الشمالية)، وهي حينئذ كانت أقصى شمال المحمدي، واستقروا بها منذ أكثر من مائة سنة.

شجرة عمود نسب الأسرة 2شجرة اسره الجليفي20160127111849 (1)20160127111849 (2)20160127111849

اقرا مزيد

مقابلة مع للشيخ / عبدالعزيز بن محمد الجليفي البجلي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وعلى آله وصحبه وسلم .

 

يسرنا أن نفتتح مشروعاً طيباً ، هو : سلسلة من اللقاءات الممتعة مع بعض كبار العائلة ، نرتوي من خبرتهم ، ونجول وإياهم في شعاب الماضي وعبق التاريخ .

ويسرنا أن يكون استفتاح هذه السلسلة هذا اللقاء الماتع مع العم : أبو عبد الله ، عبد العزيز بن محمد بن راشد . وهو ممن لديه معلومات مهمة هي بمتابة الوثائق التاريخية ، تستفيد منها أجيال العائلة . وقد كان رحب الصدر والضمير ، أفاد وجاد بما لديه رغم كثرة مشاغله .

واللقاء طويل، وأنا ذاكرٌ منه ما يسمح به حجم هذه الزاوية من المجلة . فإلى اللقاء:

 

س/ نود أن تحدثنا عن ميلادك: متى كان ، وأين من المحمدي بالدلم ؟

ج/ ولدت سنة (طلعة السلمية) سنة 1351 هـ ، في الموقع الذي كان يعرف باسم (الشمالية) ، شمالي المحمدي ، التي فيها أعمامك الآن ، فكان يطلق عليها الشمالية .

س/ يعني كانت هي أقصى شمال المحمدي حينذاك، ليس بعدها شيء ؟

ج/ نعم .

س/ البيت الذي ولدت فيه ، من كان يسكنه مع الوالد؟

ج/ كان يسكنه مع الوالد : عمي ناصر ، وعمي سعد ، وعمي علي ، مع والدهم جدي راشد ، وكانوا هم القائمين على ذلك المكان والمزرعة .

س/ العم إبراهيم كان طلع من قبل ؟

ج/ نعم ، طلع من قبل ، وهم بقوا في دبرة والدهم .

س/ من الذي يلي إبراهيم في السن ؟

ج/ يليه العم ناصر ، ثم الوالد محمد ، ثم العم عبد العزيز ، ثم زيد ، ثم عبد الرحمن ، والأخيران قتلا بالسبلة (سنة القاعية) 1347 هـ في جيش الملك عبد العزيز ، ولم ينج إلا الوالد .

س/ يذكر عن والدك رحمه الله قصة في تلك المعركة ، وأنه حين أصيب في نحره تطبَّب عند عربان هناك ، فما القصة؟

ج/ الوالد يذكر لي : أنه حين صُوِّب جاءه ثلاثة رجال من الخصوم ، وكانوا يمشون على المصابين والجرحى ليزكّوهم (يقتلونهم وينهون رمقهم) ، فقال أحدهم وهو يشير إليه : خلونا نستعلم من هذا المصوّب ، فسألوه : ما الذي جاء به هنا؟ فقال : أنا طباخ معهم ولست محارباً ، فقالوا : تكذب ، وكادوا يُنْهُون عليه ، فقال : علامة صدقي ذاك القدر يطبخ ، ثم أمسك برجل أكبرهم وقال له : أنا دخيلك ، فمنع أصحابه منه ، وقال : هذا دخيلي ولا أحد يقربه ، وإن أصابه شيء فما يروح منكم شبّاب ضَوّ ، فعنّز له ، وذهب به إلى امرأة عجمية يقال لها : بنت كمعان ، وقال : احرصي عليه ، فهو منيعي ، وإذا سألك أبوك عنه فأخبريه أنه منيعي ، فسنّدت له بمسام أيمن وأيسر ومن الخلف، وأتت بملح وبارود وغسلت الدم ، وكانت إصابته في يمين الحنك، دخلت من الأمام وخرجت من الخلف، وأتت بعجين وبارود وملح وضمدت الجرح، والملح يمضّ الدم ، وكلما خمرت عجينة من الدم استبدلتها بأخرى، ونهته أن يرقد أو يميل حتى لا ينفتق الجرح ويعود النزيف.

وحين أتى والدها وسألها من هذا؟ فأخبرته، فقال : يا بنتي كُبِّيه (دعيه) ، هذا رايح ميت .

فجلس على الوسام أربعة أيام، والتأم جرحه، ونجاه الله ، وخرج والتقى بأصحابه، وكانوا قد أتوا للبحث عن رفقائهم المصابين، وليحصوا المفقودين ، فبدأ يبحث معهم عن إخوانه، فلم يجدوهم، إذ قتلوا جميعا.

س/ هل كان هو وإخوانه في تلة واحدة حين المعركة؟

ج/ كان أميرهم ابن عرفج ، وارتقى بهم على رأس حزم مرتفع، وناطحوا القوم ، وكلما أقبلوا عليهم ردوهم بالرمي، وكانوا يتوقَّون بغترهم ويرمون، حتى استطاع الخصوم الالتفاف عليهم من خلف الحزم فغلبوهم، وقتلوا من قتلوا، وأصابوا البعض، والبعض هرب ونجى.

س/ كم كان عمر عمك عبد الرحمن وزيد حين شاركا بالحرب؟

ج/ في مقتبل العمر، صبيان يخطَّب لهم، وكانوا يشتغلون صبيان عند غيرهم ، يصدّرون السواني عند آل يحيى وغيرهم ، يسترزقون الله، فملُّوا من الصَّدَر، وقالوا: نروح ندوّر العيشة.

س/ كان معهم ابن العم محمد بن راشد بن عبد الله؟

ج/ نعم، راعي العاقولة، وقد قتل فيمن قتل ، ولم ينج إلا والدي . رحمهم الله جميعا.

س/ وعمك عبد العزيز؟

ج/ لم يكن معهم؛ بل كان مريضا حين خروجهم، أصيب بتلوث، ومات على فراشه عند أهله.

س/ وفاته قريبة من مقتل إخوته؟

ج/ نعم، هو مات بالمرض بعد خروجهم ، ووالدتي كانت مع عمي عبد العزيز ، وقد تزوجها والدي بعد عودته .

س/ كنتم في شمال المحمدي ، ثم انتقلتم إلى هنا في الصحنة؟

ج/ نعم ، اشتراه والدي من جدي عبد الله بن مطرد، استقطعه منه في دين كان عليه للوالد، فاشترى منه جنوبي المكان ، وشماليه اشتراه من ابن سعيد .

س/ كم عمرك حينها؟

ج/ يوم يحفر والدي البير هذه كان في سنة يسمونها سنة (جَبَّار)، قبل نحو 70 عاماً من الآن. وعمري وقتها كان 9 سنوات.

س/ مَنْ مِنَ العائلة خرج من الدلم بحثاً عن الرزق؟

ج/ والدي ذهب للبحر، واشتغل في (العقير)، فعمل حَمَّالاً عند شخص ، حيث اشترى له بعيراً وطلب من والدي أن يحمِّل عليه براتب، فكان يجمل الأرز والبر وغيره من محل لآخر، وبقي سنوات هناك يكدّ ويعمل، ثم رجع. وعمي ناصر كدّ سنة خارج الدلم ثم رجع.

س/ ومن أبناء العم عبد العزيز؟

ج/ نعم ، محمد بن عبد العزيز ذهب عند سعود بن جلوي ، خوي، وكان نشيطاً ، وأحبه ابن جلوي، حتى تقوّى ورجع.

س/ حين كان ابن جلوي بالحسا؟

ج/ نعم.

س/ هل كتب لابن جلوي؟

ج/ لا، هو كان خوي عنده، لكن بلَّغه بعض الأخويا أن محمداً يعرف يكتب، ولم يكونوا يعلمون عنه أولاً، ولم يخبرهم هو،  ومن حينها اعتمد عليه ابن جلوي كثيراً في الكتابة.

س/ وأبناء عمنا آل عبد الله؟

ج/ الذي يذكرونه لي أنه ذهب منهم ناصر، وصار خوي عند أمير في الجنوب، في أبها.

س/ أين كانت منازل آل عبد العزيز وآل عبد الله من المحمدي؟

ج/ منذ أن عرفت نفسي وآل عبد الله في العاقولة . وعبد العزيز في شمال المحمدي، في بير اشتراها وسماها (نبعة)، وأبناؤه بها إلى اليوم. وعيسى بجوار آل مرضي، شمال محل ناصر بن تويم. فلم يكن بعيدا عنا حينها.

س/ صف لنا طبيعة الحياة والعمل وقت الصغر.

ج/ كانت الحياة في المزارع، وكان أعمامي مع والدي ووالدهم جدي راشد ملتئمين جميعاً، ويدهم واحدة، ونيتهم طيبة، ورزقهم الله، وكانوا من أكثر أهل المحمدي ثروة، وعندهم إبل، وماء بيرهم طيب، وعندهم صبيان يشتغلون لهم، وكانوا يسقون السواني، سانية بالليل، وسانية بالنهار، ست إبل تصدّر بالليل، وست بالنهار. وكانوا يجتمعون الضحى بمجلسهم، ويأتي معهم الجيران: آل سويلم، والقحازى، وإذا اجتمعوا طلبوا من والدي، أو عمي علي أن يحلب لهم الخلفات.

وأذكر جدي راشد طلع يوماً فرأى الزرع متمايلا من العيش، والرسلة متمايلة من كبر الحب، والبيت مليان من العيش والتمر، والإبل سمان متعافية، فدخل على أبنائه بالمجلس وقال: يا ناصر، والله زانت خُوَينة، شف من بتاخذ منا ذا الزمان، يقصد: الدنيا زائلة ، ولم تمض السنة إلا وقد توفي، فصارت أخذته.

وبقوا بعده يداً واحدة، تجمعهم أمهم، وصاروا مضرب المثل في شمالي المحمدي، هم والقحازى.

س/ جدنا راشد عنده زوجتين؟

ج/ الأولى ما لحقت عليها . ثم أخذ جدتي ، وهي التي خلفت له هؤلاء العيال .

س/ اسمها؟

ج/ من آل خشلان ، وأخوالها : آل حركان، وراشد بن حركان، صاحب الديوان الشعري المعروف هو خالها، فهو خالنا نحن، وكان يأتي عندنا ذاك الوقت يَتَلَجَّا بجدي وأعمامي، لكثرة الخير عندهم، وكانوا يعطونه من العيش والتمر.

س/ عماتك أربع، من هن؟

ج/ الذي أعرفه: هياء، وليست من جدي، وهي أم آل تويم، ومنيرة: أم آل مطرد، وشيخة: أم عيال سعد بن عمر المطوع.

س/ متى عملت في هيئة الأمر بالمعروف؟

ج/ عملت فيها 16 سنة، وكان يرأسنا الشيخ/ عبد الرحمن بن جلال، ثم تقاعدت، وبعد التقاعد بشهر طلبني ابن جلال للعودة، فعدت وعملت معهم 6 سنوات، ثم انتهى عملي معهم.

س/ تذكر أيام الشيخ عبد العزيز بن باز حين كان بالدلم؟

ج/ نعم، وقد درست عليه مع الشيخ ابن عوين ، والشيخ العويرضي، وكنت أدرس عليه في المسجد، وكان صوتي في القرآن حسناً ، فكلما جاء الشيخ يقرأ سورة أو آيات قال : اقرأ يا عبد العزيز، فإذا قرأت فسرها للإخوان ، وبقيت أقرأ عنده هكذا أسبوعاً ، ثم منعني والدي وقال :  لا تذهب ، وكان والدي حينذاك قد بدأ بحفر بيرنا هذه وكان محتاجاً لخدمتي له ، فمنعني من الذهاب ، وحاولت فأبى .

وجاء الشيخ ابن باز، وعبد العزيز بن جلال، وابن عتيق ، وقالوا للوالد: يا محمد، نطلبك أنك تدع الولد، نريده يدرس مع الإخوان، فقال لهم: ما لي إلا الله ربنا ثم هو، هو الذي يشتغل ويصلح مكاني معي. والحمد لله، ما ندري ما الذي فيه الخيرة .

س/ ابن باز كان يمر عليكم؟

ج/ ابن باز كان رفيقاً خاصاً للجلافا، كل يوم يأتي تالي النهار لهم، ويجلس معهم، ويتقهوى ويتحدث معهم، والحمد لله كان أعمامي أهل دين، وكان يحبهم حب دين، إلى أن نقل للرياض.

س/ حين وفاة الملك عبد العزيز كان عمرك حينذاك قريباً من 22 سنة، فهل تذكر شيئاً من ذلك؟

ج/ كنت حينها طارش (ذاهب) بخضرة للرياض في تلك الليلة، وإذا (رهجة) العالم، الذي يبكي، والذي يصرخ، وكأنما أظلمت عليهم الدنيا، فلفينا (ذهبنا) على نسيب لنا يقال له : ابن عويدان، الله يرحمه، وأفطرنا عنده، وعدنا سريعا لديرتنا.

والحمد لله حاء عياله فسدوا مسده، الله يعزهم.

س/ كان الناس خائفين من شيء حينها؟

ج/ خائفين من ناهب ومنهوب.

س/ ماذا تتذكر من زيارة الملك سعود للدلم؟

ج/ أذكر أنني ووالدي واقفين في محل بيتنا هذا الآن، وكان فيه ساقي رفيع، وكنا طلعنا على الخط الذي سيمر عليه ، ومعنا التمر ودلال القهوة، نريده يتقهوى عندما يمر، لكن حين مر أشار ولوّح لنا بيده، ومضى ولم يشرب قهوتنا.

س/ أين كان مكان احتفال أهل الدلم بقدومه؟

ج/ كان غرب جامع الأمير سلمان بن محمد، ولم يكن ذاك الوقت في الصحنة لا بيوت ولا عمار أبداً ، لم يكن بها إلا محل آل تويم، وآل مطرد، ونحن، وآل سعيد، وراشد السماري، وباقي الصحنة سَلَم وحزوم.

س/ حضرتم الاحتفال؟

ج/ حضرنا بعضه.

س/ ماذا تذكر عن (السيح)، ومتى بدأ العمران به؟

ج/ كان كله خلاء ، لا سكن فيه، ولم يكن فيه إلا واحد يقال له: النشمي، جاء وعمر له بيوت طين، ثم مشت الناس له.

س/ كيف كنت تذهب للرياض؟

ج/ على ونيتات تحمل خضرة، ونركب صندوقها، ونتجه جهة فرزان، ثم إلى الرياض، ولم يكن هناك طريق مسفلت، والرياض كان صغيراً، كنا نذهب من المقيبرة إلى العود على أقدامنا، وكلها سلم وحزوم، ليس بها أي إسفلت.

 

في ختام هذا اللقاء الطيب وهذه الجلسة الماتعة نشكر العم: أبو عبد الله عبد العزيز بن محمد بن راشد على ما أفاد به برحابة صدر، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيه وعمره وذريته، ولا يريه أي مكروه .

والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شعبان، 1432 هـ.

 

IMG-20151230-WA0001IMG-20151229-WA0117

اقرا مزيد

المشاركون من أسرة الجليفي في حروب توحيد المملكة

*** المشاركون من أسرة الجليفي في حرب السبلة عام ١٣٤٧ ستة:
١/ محمد بن راشد بن محمد بن راشد.
٢/ زيد بن راشد بن محمد بن راشد. وقتل في المعركة.
٣/ عبدالرحمن بن راشد بن محمد بن راشد. وقتل في المعركة.
٤/ محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن راشد.
ويوجد مشهد من محكمة الدلم يثبت مشاركته بالمعركة.
٥/ محمد بن راشد بن عبدالله بن راشد. وقتل بالمعركة.
٦/ ناصر بن راشد بن عبدالله بن راشد. ويوجد مشهد من محكمة الدلم يثبت مشاركته.

*** المشاركون من أسرة الجليفي في حرب أم رضمة عام ١٣٤٨ شخص واحد هو: محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن راشد.
ويوجد مشهد من محكمة الدلم يثبت مشاركته بالمعركة.

*** المشاركون من أسرة الجليفي في حرب اليمن عام ١٣٥٢ – ١٣٥٣ شخصان اثنان، وكانا في جيش الأمير (الملك) فيصل، الذي انطلق من عسير إلى اليمن عبر الساحل، وسيطر على الحديدة، حتى وصل إلى غرب صنعاء فحاصرها، فيما كان جيش الأمير (الملك) سعود يحاصرها من الشرق. والمشاركان هما: ١/ محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن راشد.
ويوجد مشهد من محكمة الدلم يثبت مشاركته بالمعركة.
٢/ ناصر بن راشد بن عبدالله بن راشد.
ويوجد مشهد من محكمة الدلم يثبت مشاركته بالمعركة.

اقرا مزيد