مقبرة عميرة بالدلم:
تقع المقبرة بحي المحمدي بالدلم (وهو حي زراعي)، وتعود أهميتها إلى كونها وقعت بها إحدى جولات الاقتتال بين الملك عبدالعزيز ال سعود وعبدالعزيز بن متعب بن رشيد عام 1320 هج، حين جاء ابن رشيد ليسترد الرياض فوجدها محصنة، وعلم أن ابن سعود انسحب منها إلى الدلم وتحصن بها، فجاء وحاصر الدلم، ولم ينل منها مقصوده، وحين بدأت جولات الاقتتال بين ابن رشيد وابن سعود كانت متفرقة في أنحاء الخرج، فمنها ما كان في الدلم، ومنها في السلمية، ومنها في نعجان، ومنها في المحمدي وتحديدا في عميرة هذه، ومنها في وادي ماوان (ولا تزال القلاع في ماوان وآثار الرصاص عليها موجودة).
في معركة المحمدي قتل عدد من الطرفين، وتم دفنهم في مكان المعركة، ومنذ ذلك الحين وهي تعرف باسم مقبرة عميرة، شمال المحمدي، وبني عليها سور قديم، ثم انهدم من أثر السيول، واشتبهت بعد ذلك معالم وحدود المقبرة وما فيها من قبور.
والمقبرة تقع في أرض كبيرة تعرف قديما بأرض الشمالية (شمال المحمدي)، وهي منحة من الإمام فيصل بن تركي ال سعود للشيخ حمد بن عتيق، وورثة الشيخ باعوها في عام 1364 هج، فاشترى الشيخ راشد بن محمد الجليفي البجلي وأبناؤه قطعة كبيرة منها، وأصبحت المقبرة داخل ملكهم ، ولا زالت حتى اليوم ، وقد رُفعت عدة مطالبات للإمارة بتحديد معالم المقبرة بعد اندثارها من أثر السيول، فقامت الإمارة بذلك في حدود عام 1413 هج، فبنت سورا على المقبرة، مع حواجز ترابية حول السور لمنع السيول؛ إذ إن المقبرة تقع وسط مجرى وادٍ من أودية الدلم. اسمه الوادي الكبير أبو الحصاني.
المصدر: الدكتور عادل الجليفي..اشكره على تعاونه معي في تدوين تاريخ الجلافا البجليين.
عن الكاتب