06 Apr

سيرة العم / سعد بن راشد بن محمد بن راشد رحمه الله

ولد بالدلم عام ١٣٣٨هـ وتوفي عام ١٤١٨هـ عن عمر ٨٠ عاما.

وهو الابن السابع لوالده.

نشأ مع إخوته في بيت والدهم، بالمحمدي من الدلم، وتحديدا في أرض الشمالية.

وهي أرض كانت منحةً من الإمام فيصل بن تركي للشيخ حمد بن عتيق (الذي كان قاضياً في الدلم حينذاك)، والجد راشد لم يكن يعلم عن ذلك، فظن أنها ليست ملكا لأحد، فزرع في نصفها وتملكه، وكذلك عدة أسر من الدلم.

وفي عام ١٣٦٤هـ جاء ورثة الشيخ حمد بن عتيق، واشتكوا الجلافا وغيرهم من أسر الدلم عند الشيخ عبدالعزيز بن باز، قاضي الدلم حينذاك، وانتهى الأمر بشراء كل من الإخوة: ناصر ومحمد وسعد وعلي لما كان خلَّفه لهم والدهم راشد، شروه من ورثة الشيخ حمد بن عتيق بمبلغ ٧٢٥٠ ريالاً عربياً.

وفي عام ١٣٨٣هـ تم تقسيم المزرعة بين كل من الإخوة: ناصر ومحمد وسعد وعلي.

وقد استقل محمد واشترى مزرعة بالصحنة قبل ذلك أيضا.

للعم سعد زوجتان.

كان معروفا بحزمه.

باع مزرعته بالدلم في التسعينات من القرن الماضي لابن أخبه عبدالله بن ناصر بن راشد، بمبلغ خمسين ألف ريال، ثم انتقل للسيح (الخرج) فعمل فترة قصيرة في المعهد العلمي بالخرج، ثم تقاعد لبلوغه الستين من عمره.

وقد اشترى بيتين بالسيح، سكن في أحدهما، وأجَّر الآخر.

انتقل للرياض عام 1404هـ بعد كبر سنه وعجزه عن متابعة شؤونه، ولأن معظم أبنائه وبناته انتقلوا للرياض أيضا، فلحق بهم، وعاش معهم، وتحت رعايتهم.

العم سعد كان حريصا على الصلاة والتبكير إليها قبل الأذان، وكذلك التبكير لصلاة الجمعة.

يقول الشيخ عبدالرحمن العندس، وهو إمام لمسجد بالخرج: (إن العم سعد حين كان يسكن بالخرج دائما يطلب مني أن لا أطيل القراءة في صلاة التراويح؛ لأنه كان يتعب من الوقوف، وإني بينت للعم جواز الصلاة جالساً، خاصة وأنها صلاة غير واجبة، لكنه رفض الصلاة جالسا رحمه الله. وكان محافظاً على التبكير للصلاة).

وحين انتقل  للرياض كان يذهب للمسجد ماشياً رغم صعوبة المشي عليه جدا، بسبب كبر سنه. ومع ذلك كان حريصا على الصلاة، حتى في المطر، ولا يحب أن يركب السيارة، بل يفضل المشي للمسجد.

وكان محباً لجيرانه في الحي من كبار السن، وكثيراً ما يجمعهم بعد المغرب ببيت ابنته نورة رحمها الله التي كان يسكن عندها حينئذ في حي السويدي بالرياض، حيث بقي عندها مدة من الزمن حتى وفاتها عام 1413هـ رحمها الله، وكانت حريصة كل الحرص على العناية به، ومأكله، وملبسه، وضيوفه.

 

وكان رحمه الله حريصاً على الاستعداد والتهيؤ للصلاة قبل الأذان، وخلال مدة إقامته عند ابنته نورة كان يتهيأ يوماً من الأيام لصلاة المغرب فدخل دورة المياه ليتوضأ، ولما أراد الخروج وأمسك بالعصا ليعتمد عليها، زلت قدمه وسقط في الدورة، وجاول النهوض مراراً فلم يقدر، فأحست ابنته بتأخره في الدورة على غير العادة، وخافت عليه، فجاءت نحوه مع أبنائها وبناتها فأسعفوه، واضطروا لكسر الباب من أجل ذلك. ومنذ ذلك الحين عجز عن المشي رحمه الله.

كان قبل هرمه وتعبه كثير الحفاوة بزواره، وخاصة الصغار، يهدي كل واحد منهم (بسكويت أبو ميزان أو بسكويت الشاي).

وكان كلما رأى شيئا يعجبه يقول: (ما شاء الله كان). كثيرا ما جرى لسانه بها.

وكان حريصاً على نظافة ثوبه وملبسه، يحب الملابس البيضاء ناصعة البياض.

لما هرم وتعب، لم يعد يعرف إلا أبناءه وبناته. أما غيرهم فلا.

إلا أنه كان يعرف أخاه علياً رحمه الله إذا زاره، ويفرح برؤيته، ودائما إذا جاءه يسأله عن نخيله ومزرعته.

توفي رحمه الله في ربيع الثاني عام ١٤١٨هـ بعد معاناة مع المرض. بعد وفاة أخيه الأصغر علي بشهرين تقريبا.

ومما يذكر في هذا: أن أخاه علياً زاره في عيد الأضحى عام 1417هـ، قبل وفاة علي بنحو شهرين، وكان العم سعد مقعداً وأصابه مرض النسيان، بينما علي لازال يمشي، فلما راى اخاه سعداً على تلك الحال دمعت عيناه وقال: (الله لا يطرحنا مثل ما طحت). فاستجاب الله دعوته، وتوفي علي في الثاني من شهر صفر عام 1418هـ.

وفي ذلك اللقاء الذي كان آخر لقاء بينهما قال علي وهو يودع أخاه سعد: (إن شاء الله نلتقي في الجنة). وكانت هذه الكلمات مؤثرةً في الحضور.

له ٦ أبناء هم: إبراهيم، وراشد، ومحمد، وزيد، وعبدالله، وفهد، و٨ بنات.

بقي منهم زيد، و ٦ بنات.

رحمهم الله أجمعين، وجمعنا بهم في جنته. وحفظ من بقي منهم، ومتعهم بعافيته.

علامات البحث:

عن الكاتب

One Comment

  • محمد بن ناصر بن محمد 19:09 - 06/04/2017

    غفر الله له ورحمه وأسكنه فسيح جناته